تحول كبير في سياسة باكستان! دعوة الشركات العالمية للتشفير للتقدم للحصول على تراخيص، بهدف إنشاء مركز مالي رقمي

شهدت باكستان تحولًا كبيرًا في سياستها تجاه الأصول الرقمية، حيث انتقلت من الحظر في البداية إلى احتضان نشط. أنشأت البلاد هيئة تنظيم الأصول الافتراضية (PVARA) ودعت رسميًا شركات الأصول الرقمية العالمية للتقدم بطلب للحصول على ترخيص التشغيل. تقدم المقالة تفاصيل حول الإمكانات السوقية وراء هذا التحول (40 مليون مستخدم للعملات الرقمية و300 مليار دولار حجم التداول السنوي)، والمبادرات الاستراتيجية الحكومية (إنشاء احتياطي من بيتكوين وتوزيع كميات كبيرة من الكهرباء للتعدين)، بالإضافة إلى التحديات التي تواجهها، مثل المخاوف من صندوق النقد الدولي (IMF).

تحول كبير في السياسة، باكستان تعتنق التشفير

في 14 سبتمبر، أعلنت هيئة تنظيم الأصول الافتراضية في باكستان (PVARA) رسمياً عن دعوة تبادل العملات الرقمية العالمية ومقدمي الخدمات لتقديم طلبات للحصول على تراخيص للعمل في البلاد. تمثل هذه الخطوة تحولاً كبيراً في سياسة باكستان المتعلقة بالتشفير، حيث انتقلت البلاد من موقف حظر تداول بيتكوين في عام 2018 إلى السعي بنشاط لتنظيم وتطوير العملات الرقمية.

وفقًا لائحة الأصول الافتراضية التي ستدخل حيز التنفيذ في يوليو 2025، فإن تأسيس PVARA يهدف إلى الالتزام بمعايير المنظمات الدولية مثل مجموعة العمل المالي (FATF) وصندوق النقد الدولي (IMF) والبنك الدولي (World Bank).

متطلبات الترخيص والإمكانات السوقية الهائلة

وضعت PVARA معايير صارمة على الشركات المتقدمة، حيث يتوجب عليها الحصول على ترخيص من هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) أو هيئة السلوك المالي البريطانية (FCA) أو من هيئات تنظيمية معروفة في الاتحاد الأوروبي والإمارات العربية المتحدة وسنغافورة.

الدافع وراء هذه السياسة المفتوحة هو السوق الضخم للأصول الرقمية في باكستان. تحتوي البلاد على أكثر من 40 مليون مستخدم للعملات الرقمية، مع حجم تداول سنوي يتجاوز 300 مليار دولار. في مؤشر اعتماد العملات الرقمية العالمي من Chainalysis لعام 2025، قفزت باكستان 6 مراكز لتحتل المرتبة الثالثة، مما يظهر الإمكانات الكبيرة لسوقها.

التخطيط الاستراتيجي والتحديات التي تواجهها

طموحات باكستان في مجال الأصول الرقمية لا تتوقف عند هذا الحد. في مايو 2025، أعلنت البلاد عن خطة لإنشاء احتياطي استراتيجي من بيتكوين، ووافقت على عدم بيع هذه البيتكوين أبدًا. في الوقت نفسه، خصصت الحكومة 2000 ميغاوات من الطاقة للتعدين بيتكوين ومراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، وإذا تم استغلالها بالكامل، ستجعل باكستان واحدة من أكبر خمس دول في العالم في مجال تعدين بيتكوين.

ومع ذلك، تواجه هذه الخطط الطموحة تحديات. أعرب صندوق النقد الدولي (IMF) عن قلقه بشأن توزيع الكهرباء على هذا النطاق الكبير، معتقدًا أن ذلك قد يتعارض مع مفاوضات مساعداته. بالإضافة إلى ذلك، تحتاج باكستان إلى موازنة الابتكار في التشفير مع مبادئ المالية الإسلامية، وقد أنشأت لذلك لجنة استشارية شرعية.

الخاتمة

إن عرض باكستان لذراعها المفتوحة لشركات الأصول الرقمية العالمية هو إشارة واضحة لبحثها عن استغلال فرص الاقتصاد الرقمي. على الرغم من أن عملية إصدار التراخيص من المتوقع أن تستمر لعدة أشهر أخرى، وأن البلاد تواجه تحديات في تلبية مخاوف الشركاء الدوليين وضمان الامتثال المحلي، فإن سكانها الشباب، والطلب الكبير في السوق، والموارد الطاقوية الاستراتيجية، تجعلها مؤهلة لتصبح رائدة في المالية الرقمية في جنوب آسيا وحتى على مستوى العالم. ستعتمد نجاحات البلاد على كيفية إيجاد التوازن بين الابتكار والتنظيم الحذر.

BTC-0.77%
شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
  • أعجبني
  • تعليق
  • إعادة النشر
  • مشاركة
تعليق
0/400
لا توجد تعليقات
  • تثبيت