شهدت الفضة تراجعًا سريعًا بعد أن تجاوزت حاجز 80 دولارًا للأونصة، حيث سجلت أكبر خسارة يومية بنسبة 5%. حدثت هذه الحالة خلال خمسة أيام متتالية من الارتفاع — حيث وصلت الفضة إلى مستوى قياسي جديد عند 83 دولارًا للأونصة — حيث اختار المتداولون جني الأرباح في هذا الارتفاع الذي نادرًا ما يتكرر.

وأشار مراقبو السوق إلى أننا نمر بمرحلة نادرة من الارتفاع الحاد في أسعار الفضة على مستوى الأجيال. وراء هذه الحركة السوقية توجد قوى دفع عميقة: استمرار البنوك المركزية في شراء الذهب، وتدفق كبير للأموال المؤسسية إلى صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب، بالإضافة إلى خفض أسعار الفائدة ثلاث مرات على التوالي من قبل الاحتياطي الفيدرالي العام الماضي، مما يجعل السوق يراهن على مزيد من خفض الفائدة في عام 2026.

فلماذا تتفوق الفضة على الذهب؟ الأمر يعود إلى عدة عوامل. أولاً، حجم سوق الفضة نفسه صغير، وسعة التداول محدودة، وعند وجود نقص في المخزون، فإن السيولة تتعرض للجفاف بسهولة. بالمقابل، يمتلك سوق الذهب في لندن حوالي 7000 مليار دولار من السبائك القابلة للتداول كاحتياطي سيولة، في حين أن سوق الفضة لا يملك مثل هذا الاحتياطي.

الأمر الأكثر أهمية هو ظهور اختلال هيكلي في العرض والطلب على المعادن الثمينة. الطلب على الفضة المادية قوي بشكل غير عادي، حيث أن المشترين مستعدون حتى لدفع علاوة على السعر مقابل التسليم الفوري — مقارنة بالانتظار لمدة سنة للتسليم، يدفع المشترون الآن فرق سعر يصل إلى 7%. هذا الوضع من العرض المحدود يرفع من وتيرة التداول على الفضة.