ثلاثة أيام متتالية من الهبوط، السوق فعلاً يحتاج يأخذ نفس. دورة التصحيح واضحة، لكن المضاربة القصيرة بطبيعتها لعبة دوران بين الصعود والهبوط، والمفتاح هل فيه محفز يدعم الحركة.

**عدة إشارات تستحق الانتباه**

**ظهور أحجام تداول منخفضة جداً**
أمس انخفض حجم التداول لأدنى مستوى في هذه الفترة، وغالباً هذا يعني أن كل من أراد البيع قد باع بالفعل. مع انخفاض الضغط البيعي، أي دخول بسيط للشراء يقدر يرفع السعر بسهولة. على الأقل هذا إشارة محتملة لوقف الهبوط.

**السيولة وصلت**
أهم ما في اليوم: السوق ضُخ فيه سيولة قصيرة الأجل كبيرة. صحيح أن هذه الفلوس غالباً ما تدخل سوق الكريبتو بشكل مباشر، لكن إذا زادت السيولة، المزاج يتحسن. شوف التاريخ:
- 5 نوفمبر، السوق ارتفع
- 17 نوفمبر انتهت العملية بدون إجراء، السوق هبط
- 25 نوفمبر عملية متوسطة الأجل، ارتفع السوق

ثلاث عمليات، مرتين ارتفاع ومرة هبوط. لذلك ضخ السيولة اليوم، من ناحية الاحتمالات ممكن يدعم السوق أو حتى يدفعه للارتداد. هذه أقوى نقطة إيجابية اليوم.

**حركة في قطاع التقنية**
أمس سوق الأسهم الأمريكي كان جيد، مؤشر ناسداك ارتفع، NVIDIA ارتفعت أكثر من 2%، وأسهم الصين التقنية ارتفعت قليلاً، وهذا دعم افتتاح اليوم. ومع إدراج شركة تقنية قوية محلياً، هالنوع من الأخبار يحرك قطاعات مرتبطة مثل أشباه الموصلات، الذكاء الاصطناعي، والقدرة الحاسوبية. إذا ارتفعت أسهم التقنية، يتجمع المزاج الإيجابي في السوق، ويؤثر بشكل واضح على الأداء العام.

**المشكلة الأساسية: بدون حجم تداول، كله كلام فاضي**

هبط السوق كثير وتبي يرتد؟ الكل يتمنى. لكن هل يقدر يرتد فعلاً ويرتفع بشكل قوي ويستمر؟ كل المسألة تعتمد على شيء واحد: **الحجم**.

الارتداد لازم يكون معه حجم تداول قوي، هذه قاعدة ذهبية. ممكن يرتد السوق بدون حجم، لكن ما يدوم.

حتى لو كبار المستثمرين اليوم قرروا يحركون المؤشر (مثلاً يرفعون الأسهم القيادية)، إذا ما فيه سيولة جديدة تدخل، وما يطلع حجم تداول كبير، هذا الارتداد وهمي وما يستمر، وممكن نشوف ضعف مرة ثانية آخر اليوم أو بداية الأسبوع القادم. بدون تدفق حقيقي للمال، اللي يشتري يقاتل لوحده.

نهاية السنة توقيت حساس، كثير من رؤوس الأموال حذرة، يا مشغولين بالتسوية أو ينتظرون السنة الجديدة. بشكل عام، الأجواء تميل للضعف والتذبذب.

**الخلاصة: هناك فرصة للارتداد، لكن كل شيء يعتمد على حجم التداول**

على المدى القصير، اليوم فرصة الارتداد جيدة:
- حاجة فنية للارتداد بعد عدة أيام هبوط
- ضخ سيولة كبيرة
- تحسن أسهم التقنية خارجياً
- إدراج مشاريع جديدة يحفز القطاعات

هذه العوامل مجتمعة ترفع احتمالية ارتداد ملحوظ في بداية أو وسط الجلسة اليوم.

**لكن قوة واستمرارية الارتداد تعتمد كلياً على حجم التداول.**

إذا زاد حجم التداول بوضوح في أول نصف ساعة إلى ساعة (مثلاً أكثر من أمس بنسبة 20-30% أو أكثر)، واستمر الحجم في التحسن، وقتها ممكن نتوقع ارتداد قوي ومستمر مع فرص جيدة للأسهم الفردية.

أما إذا استمر الحجم ضعيف أو ارتفع قليلاً فقط، فالارتداد هذا غالباً مؤقت أو مجرد ارتفاع رمزي في المؤشر، والأسهم الفردية ما فيها فرص كبيرة، ويمكن يرجع السوق يضعف آخر الجلسة.

**استراتيجية التعامل: هدوء ولا تندفع**

**تحكم في حجم استثمارك**: خلي عندك سيولة ولا تدخل بكامل رأس المال.

**لا تلاحق الصعود**: إذا شفت السهم يرتفع بسرعة وبدون حجم تداول قوي، لا تندفع وتشتري بسرعة عشان لا تعلق في منتصف الطريق. إذا بتبحث عن فرص، دور على الأسهم اللي صححت بشكل كافي وبدأت تتماسك مع حجم تداول جيد، أو انتظر الأسهم القوية ترجع وتأكد من صمودها.

**تحلى بالصبر**: إذا جاء الارتداد، راقب قوته وحجم التداول قبل اتخاذ أي قرار. إذا كان الارتداد ضعيف وبدون حجم، تابع المراقبة ولا تستعجل بالشراء. نهاية السنة، الحذر مطلوب.

الخلاصة: اليوم مع وجود عدة عوامل إيجابية (سيولة، استقرار خارجي، محفزات تقنية، ارتداد بعد هبوط)، احتمالية محاولة ارتداد السوق مرتفعة. لكن قوة واستمرارية الارتداد تعتمد كلياً على حجم التداول. أي ارتداد بدون حجم، مجرد نمر من ورق.

في التنفيذ، لا تتهور، سيطر على حجم استثمارك، وشارك بحذر، ولا تلاحق الصعود، راقب وتأكد من الإشارات. نتابع بهدوء ونشوف السوق وش يقرر بعد ضخ السيولة.