تراجعت الأسهم الأمريكية بشكل جماعي الليلة الماضية، حيث هبط مؤشر ناسداك بنسبة 2.15%، بينما انخفض مؤشرا S&P 500 وداو جونز بنسبة 1.56% و0.84% على التوالي. ولم تسلم سوق العملات الرقمية من هذه العاصفة—حيث هبط البيتكوين بشكل حاد ليصل إلى أدنى مستوى له في سبعة أشهر عند 89253 دولار. وتبخرت أكثر من 300 مليار دولار من القيمة السوقية الإجمالية للعملات الرقمية، وقفز مؤشر الخوف بشكل كبير.

وراء هذا الانهيار ثلاث ضربات قوية:

أولاً، العاصفة السياسية. فقد مارس أحد الرؤساء السابقين ضغوطًا علنية على وزير الخزانة، مطالبًا الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة فورًا وإلا سيتم استبداله. هذا التدخل المباشر في سياسة البنك المركزي جعل السوق في حالة توتر شديد، وتدفقت الأموال نحو الملاذات الآمنة بشكل جنوني.

ثانيًا، توالت تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي المتشددة. فبعدما كانت الأسواق تتوقع احتمال خفض الفائدة بنسبة 70% في ديسمبر، هبط هذا الاحتمال فجأة إلى 35% بعد التصريحات القوية لعدد من صناع القرار. واستمر ارتفاع أسعار الفائدة في سحب السيولة من الأسواق، ولم تستطع الأصول الخطرة الصمود.

أما القشة الأخيرة فكانت انهيار أسهم التكنولوجيا. فعلى الرغم من نتائج إنفيديا المالية القوية، إلا أن السهم تعرض لعمليات بيع مكثفة وتراجعت قيمته السوقية بمقدار 400 مليار دولار في يوم واحد. وتراجع الحماس حول الذكاء الاصطناعي أدى إلى هبوط قطاع التكنولوجيا بأكمله، وارتبط أداء البيتكوين بأسهم التكنولوجيا بشكل غير مسبوق مؤخراً.

ما مدى قسوة هذه الموجة في سوق العملات الرقمية؟ تراجع البيتكوين بنسبة شهرية تتجاوز 25%، وفقد الإيثريوم مستوى 3000 دولار، وبلغت قيمة التصفية الإجمالية عبر الشبكة 580 مليون دولار، مع تعرض أكثر من 160 ألف شخص للتصفية القسرية.

مع ذلك، تشير التجارب التاريخية إلى أن نقطة التحول في سياسة الاحتياطي الفيدرالي غالبًا ما تكون بداية ارتداد للبيتكوين. ويقع مؤشر RSI حالياً في منطقة البيع المفرط، وهناك دعم قوي في نطاق 88000 إلى 90000 دولار. بعد هذا الهبوط الحاد، قد تظهر فرصة لبناء المراكز تدريجياً.

برأيك، هل هذا الهبوط مجرد تصحيح أم بداية انعكاس للاتجاه؟ وهل تجرؤ على الشراء تحت مستوى التسعين ألف؟