ارتفع سوق العملات الرقمية فجأة الليلة الماضية، ووجد العديد من الأشخاص أنفسهم غير مستعدين لهذه الحركة. عند مراجعة البيانات الاقتصادية الأخيرة، ستكتشف أن هذه الزيادة في الأسعار كانت بالفعل قابلة للتنبؤ - كانت هناك ثلاثة إشارات رئيسية موجودة بالفعل.

لنبدأ بسوق العمل في الولايات المتحدة. تظهر البيانات الأخيرة أن عدد تسريحات العمال في الشركات الخاصة قد ارتفع بشكل حاد، وأن بيانات التوظيف جاءت أقل بكثير من التوقعات، مما زاد من حدة الرهانات في السوق على خفض سعر الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر. ما يستحق الانتباه أكثر هو أن مقدار الاقتراض من أداة إعادة الشراء الدائمة للاحتياطي الفيدرالي (SRF) قد انخفض من 50 مليار دولار إلى الصفر، مما يعني أن أوضاع السيولة قد تحسنت، وبدأت الأموال الكبيرة في دخول السوق. باعتبارها الأصل الأكثر خطورة، كان من الطبيعي أن تتفاعل عملة البيتكوين أولاً.

لننظر مرة أخرى إلى حالة الطلب الاستهلاكي. انخفض مؤشر ثقة المستهلك من جامعة ميتشيغان إلى أدنى مستوى له في ثلاث سنوات، وأظهرت الاستطلاعات أن 71% من المشاركين يشعرون بالقلق من احتمال فقدان وظائفهم العام المقبل. مع ارتفاع الأسعار وعدم استقرار سوق العمل، يختار الناس إما الاحتفاظ بالنقد لمراقبة الوضع أو البحث عن أصول بديلة للتغطية ضد التضخم، وأصبحت العملات الرقمية خيارًا آمنًا لبعض الأموال في مثل هذا الوضع.

تغيير توقعات التضخم مهم بنفس القدر. تظهر بيانات بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك أن توقعات التضخم لمدة عام واحد تراجعت من 3.38% إلى 3.24%. على الرغم من أن المستوى المطلق لا يزال مرتفعًا، إلا أن الاتجاه الهبوطي قد تشكل. بدأ السوق يتوقع أن الاحتياطي الفيدرالي قد يضطر للدخول في دورة خفض الفائدة مبكرًا، وهذا يعد خبرًا إيجابيًا للأصول الرقمية عالية التقلب - فعندما تتشكل توقعات بتخفيف السيولة، غالبًا ما تتدفق الأموال الساخنة أولاً إلى الأسواق الأكثر مرونة.

عند النظر إلى هذه العوامل معًا: ضعف البيانات الاقتصادية الأمريكية → توقعات تحول سياسة الاحتياطي الفيدرالي تزداد حرارة → انخفاض جاذبية الأصول التقليدية → الأموال تبحث عن مخرج جديد. إن انتعاش سوق العملات الرقمية هذه في جوهره هو تأثير السرد الكلي. الآن، لا يزال من المبكر فهم هذه المنطق، فقد تكون نقطة الفرص في المرحلة التالية مخبأة في تغيرات هذه الإشارات الاقتصادية.