فيتاليك بوتيرين، مؤسس إثيريوم، أظهر موهبة استثنائية منذ صغره. وُلد في عام 1994 في موسكو، وكان والدا بوتيرين باحثين في مجال الكمبيوتر، مما قد يكون قد مهد الطريق لإنجازاته المستقبلية.

عندما كان عمره 4 سنوات فقط، كان بوتيرين قادرًا بالفعل على استخدام EXCEL للبرمجة، وهو ما كان قدرة لافتة في ذلك الوقت. مع تقدم عمره، أصبح موهبته أكثر وضوحًا. في سن السابعة، كتب موسوعة عن الأرانب مليئة بالرسوم البيانية؛ وفي العاشرة كان قادرًا على إجراء عمليات الضرب الثلاثية الأرقام في ذهنه؛ وفي الحادية عشرة دخل فصل العباقرة؛ وفي الثانية عشرة كان قادرًا على كتابة ألعاب باستخدام C++ للتسلية.

ومع ذلك، فإن ما غير مسار حياة بوتيرين حقًا هو لعبته التي تعرض لها عندما كان في الثالثة عشرة من عمره، وهي لعبة "عالم الوراثة". أدى تحديث للعبة إلى تدمير الشخصية التي عمل بجد عليها لسنوات، مما جعل بوتيرين الشاب يدرك أنه في نظام مركزي، يمكن لجهود الفرد أن تُهدم في أي وقت بقرار من الآخرين. هذه التجربة أثارت رغبته في خلق عالم جديد لا يمكن لأي شخص التحكم فيه، حتى المطورين لا يستطيعون التدخل فيه بشكل عشوائي.

في عام 2011، تعرف بوتيرين على البيتكوين من خلال والده. كانت فكرة اللامركزية وعدم القابلية للتغيير جذابة له بشكل عميق، مما دفعه للانغماس في دراسة واستكشاف تقنية البلوك تشين. على الرغم من قبوله في قسم الحاسوب بجامعة واترلو الكندية في سن التاسعة عشرة، إلا أنه أدرك بسرعة أن التعليم التقليدي لا يمكن أن يلبي شغفه بالمعرفة وروح الابتكار لديه، لذلك ترك الدراسة بعد ثمانية أشهر وكرس نفسه بالكامل لعالم البلوك تشين.

بدأ بوتيرين بكتابة مقالات تقنية لـ bitcoin weekly، حيث كان أجر كل مقال 5 بيتكوين. مع ارتفاع قيمة البيتكوين، جمع ثروته الأولى. وهذا أتاح له الفرصة للسفر حول العالم والتواصل مع خبراء تقنية البيتكوين من جميع أنحاء العالم. خلال هذه العملية، أدرك تدريجياً محدودية تقنية البيتكوين، خصوصاً من حيث سرعة المعاملات وقابلية التوسع.

إن هذه الرؤى والتجارب هي التي دفعت بوتيرين لبدء التفكير في منصة بلوكشين أكثر قوة ومرونة. يجب أن لا تقتصر هذه المنصة على وراثة خصائص اللامركزية للبيتكوين فحسب، بل يجب أن تكون قادرة على دعم تطبيقات أكثر تعقيدًا ومعاملات أسرع. هذه الفكرة تطورت في النهاية إلى مشروع إثيريوم، مما غير تمامًا مشهد تكنولوجيا البلوكشين، وأكسبت بوتيرين لقب "إله".

قصة فيتاليك بوتيرين ليست مجرد قصة نجاح عبقري، بل هي إلهام حول كيفية دمج الموهبة والشغف والرؤية لخلق عالم جديد في مجال التكنولوجيا الناشئة. تجربته تخبرنا أنه في بعض الأحيان، قد تأتي الأفكار التي تغير العالم من تجربة شخصية تبدو عادية، وأن التمسك بهذه الفكرة يمكن أن يقود إلى ثورة.