كمتداول، غالبًا ما أراجع مسيرتي الاستثمارية وأفكر في التقلبات التي مررت بها. إذا جاء يوم أستطيع فيه أن أنجح وأتقاعد، سأشارك هؤلاء الذين يأتون بعدي هذه الأفكار القيمة:

أولاً، السوق لا ينحاز لأحد. إنه لن يعاقب أخطاءك، ولكنه سيستمر في تعليمك حتى تدرك حقًا جوهر الأمور.

ثانيًا، في عالم التداول، لا يوجد ما يسمى بـ "الكأس المقدسة" أو "السلاح السري". الطريق الحقيقي للنجاح هو أمامك: فهم الاتجاهات، وفهم الدعم والمقاومة، وإدارة الأموال بشكل مناسب، وزيادة فعالية التنفيذ. التداول الناجح هو ممارسة هذه العناصر البسيطة التي تبدو للوهلة الأولى بشكل متكرر، حتى تصل إلى مستوى عالي من الإتقان.

ثالثًا، بدلاً من محاولة توقع المستقبل، من الأفضل التركيز على إدارة الحاضر. أولئك الذين يتكهنون يوميًا بارتفاع أو انخفاض السوق، غالبًا ما ينتهي بهم الأمر إما إلى الانهيار أو تُصفعهم الحقيقة بشدة. جوهر التداول ليس في التوقع، بل في التنفيذ. على الرغم من أنك لا تستطيع تحديد ربح أو خسارة الصفقة التالية، إلا أنك تعرف أنه بعد الالتزام بالقواعد على المدى الطويل، ستتجه الاحتمالات في النهاية لصالحك.

رابعاً، تعلم كيفية جعل الأرباح تستمر في النمو، مع قطع الخسائر في الوقت المناسب. يحلم المبتدئون الذين يدخلون السوق للتو بتحقيق أرباح ثابتة، لكن الحقيقة هي أنه فقط من خلال قبول احتمال الخسارة يمكنك كسب المال حقاً. الخسارة نفسها ليست مخيفة، بل المخيف هو التمسك بها وعدم التخلي عنها؛ الأرباح الحقيقية لا تكمن في التداول المتكرر، بل في انتهاز الفرصة المناسبة لتحقيق أرباح كافية.

خامساً، الاقتراب المفرط من السوق قد يؤدي إلى ابتلاعه. مراقبة السوق طوال اليوم، والدخول والخروج بشكل متكرر، ومحاولة التقاط كل تقلب صغير، لن يؤدي إلا إلى زيادة التوتر وفقدان السيطرة. الفائز الحقيقي يعرف كيف يحافظ على مسافة معتدلة من السوق، ويتعلم الانتظار بصبر، ليتمكن من اقتناص الفرص المناسبة في الوقت المناسب.

في النهاية، يبدو أن خبراء التداول الحقيقيين غالبًا ما يكونون 'مملين'. لأنهم يعرفون جيدًا أن التداول ليس شيئًا مثيرًا. أولئك الذين يمكنهم تحقيق أرباح مستقرة على المدى الطويل، تبدو عمليات تداولهم عادةً عادية وغير مميزة، وحتى مملة بعض الشيء. لكن هذه الهدوء والتركيز هما الطريق الضروري نحو النجاح.