لقد قضيت أكثر من أربع سنوات في طريق تداول العقود الآجلة، والآن أشعر أنني دخلت المجال حقًا. عند النظر إلى الماضي، لا أستطيع إلا أن أشعر بالأسى لأنني في هذا المجال يبدو أنني موهوب بشكل استثنائي. ومع ذلك، فإن هذه "الموهبة" وراءها عدد لا حصر له من الإخفاقات والمحاولات.

سوق العقود الآجلة يشبه ساحة تصفية ضخمة، حيث أن القليل فقط من الأشخاص يمكنهم الثبات حقًا في هذا المجال. لقد بذلت تضحيات لا تُصدق وتحملت آلامًا كبيرة للوصول إلى هذه المرحلة. لكنني أؤمن بشدة أن هذه التضحيات ستؤتي ثمارها في النهاية.

خلال هذه العملية، بدأت أفهم حقيقة: ما يسمى بـ 'الوصول إلى الحكمة' في الواقع لا وجود له. الألم والمعاناة التي نمر بها غالبًا ما تكون عقبات نضعها لأنفسنا. الحكمة الحقيقية تكمن في كيفية البقاء في السوق.

بغض النظر عن عدد المرات التي واجهت فيها الصفر أو الانهيار، فإن كل ذلك هو مجرد بعض العواصف في رحلة الحياة. المهم هو كيف نتعلم وننمو من هذه التجارب. في سوق العقود الآجلة، الأمر الأكثر أهمية ليس السعي لتحقيق أرباح ضخمة على المدى القصير، بل كيفية البقاء على قيد الحياة على المدى الطويل في هذا البيئة المليئة بعدم اليقين.

علمتني هذه الصناعة الصبر والدقة والانضباط. كل إحباط هو فرصة للتعلم، وكل نجاح هو تأكيد لقدراتي. تداول العقود الآجلة ليس مجرد تقنية، بل هو فن يتعلق بإدارة الذات والتحكم النفسي.

بعد هذه السنوات من البحث، أدركت بعمق أن المتداول الناجح يحتاج ليس فقط إلى قدرات تحليلية استثنائية، بل يحتاج أيضًا إلى قوة نفسية قوية ووعي صارم بإدارة المخاطر. رغم أن هذا الطريق صعب، إلا أنه طالما حافظت على موقف التعلم وعزيمة الاستمرار، فسوف تجد في هذا السوق مكانك الخاص.